(المشهد: غرفة نوم، والزوجان في فراشهما)
الزوج: "يتثاءب" آه لو تعلمين يا عزيزتي كم أنا تعب، وكم أنا بحاجة إلى النوم..الزوجة: ولكنّي أريد أن أخبرك أن أمي زارتنا اليوم للاطمئنان، ولاستدانة مبلغ بسيط من المال..
الزوج: بسيط؟الزوجة: أجل.. مئة دولار..
الزوج: "ساخراً" فقط؟الزوجة: طلبت أكثر، ولكنّي لم أكن أملك سواها.
الزوج: حماك الله يا عزيزتي.. حماك الله.
الزوجة: ما بك تكاد تغفو؟! ألا تريد أن أخبرك ماذا فعلت بي الخادمة اليوم؟
الزوج: "وقد غالبه النعاس" وماذا فعلت؟الزوجة: سرقتني..
الزوج: "بانتفاض" وماذا سرقت؟الزوجة: إحزر..
الزوج: هل سرقت الراديو؟
الزوجة: لا..
الزوج: إذن.. التلفزيون.الزوجة: وأيضاً لا..
الزوج: يا لها من مجرمة، أيعقل أن تسرق الطناجر؟
الزوجة: إطمئن يا عزيزي، فالطناجر بخير..
الزوج: إذن.. فهي لم تسرق شيئاً.الزوجة: بلى.. بلى..
الزوج: وماذا سرقت؟
الزوجة: عشر حبّات كرز..
الزوج: يا للمصيبة!الزوجة: ألم تلحظ شيئاً جديداً في البيت يا عزيزي؟
الزوج: أرجوك.. أريد أن أنام.
الزوجة: ولكنّها جميلة..
الزوج: سأراها في الغد..الزوجة: وزهيدة الثمن..
الزوج: "بتأفف" وما هي؟الزوجة: المزهرية.. المزهرية.. سآتيك بها "تخرج".
الزوج: يا ناس.. أريد أن أنام.الزوجة: "تدخل وبيدها مزهرية فيها بعض الأزهار" ها هي، أنظر ما أروعها..
الزوج: وكم ثمنها؟
الزوجة: لقد سايروني كثيراً، تصوّر أن ثمنها لا ينقص عن الستين، وبفضل شطارتي تمكنت من شرائها بخمسين دولاراً فقط.
الزوج: "مهللاً" يا للفرحة.. لقد كنت أشك في أن زوجتي تحب الاقتصاد..الزوجة: .. وتحبّك.
الزوج: لم أشك في هذا مطلقاً.الزوجة: إذن، من هي تلك التي كانت في سيارتك أول أمس؟
الزوج: أول أمس؟.. سكرتيرتي.
الزوجة: سكرتيرتك على ما أعلم سمراء، والتي كانت بقربك شقراء، فما معنى هذا؟
الزوج: لقد صبغت شعرها..الزوجة: هكذا إذن.. ولكن كيف تمكنّت من إطالة جسمها؟
الزوج: لقد كانت تلبس كعباً عالياً.الزوجة: لا تحاول إقناعي، فالادلّة كثيرة ضدّك.
الزوج: ومن أين لك هذه الأدلّة؟الزوجة: من الذين شاهدوك..
الزوج: ومن شاهدني؟الزوجة: عملائي..
الزوج: "وقد أخذته الدهشة" عملاؤك؟!الزوجة: أجل.. عملائي.
الزوج: وأين شاهدوني معها؟الزوجة: قرب المكتب.
الزوج: قرب المكتب؟ يا للجرم المشهود..
الزوجة: لا تغضب يا عزيزي، فأنا أغار عليك كثيراً.
الزوج: لا بأس، ولكني أريد أن أنام، أرجوك لقد تعبت اليوم.الزوجة: "معاتبة" أنت لست شاطراً إلا بالعمل والنوم، وأما بغير ذلك فلا..
الزوج: لو لم أكدّ وأعمل، لكنت الآن في عجز مالي، ولبيع بيتي في المزاد العلني.
الزوجة: "تلطم خدها" يا إلهي، أحقّاً ما تقول؟!
الزوج: أجل يا عزيزتي، ففساطينك الكثيرة المكدسة في الصناديق والخزائن، وشعرك المستعار، وأدوات زينتك وزينة منزلك، أمثال هذه المزهرية، يعجز أكبر البنوك في العالم عن شرائها.الزوجة: ولكن أحوالنا بخير..
الزوج: هذا بفضل العمل الذي تشكين منه..الزوجة: كم أنا غبيّة..
الزوج: إسمعي يا عزيزتي، أنا كما تعلمين لا أبخل عليك بشيء، فعندما تزوجتك قطعت لك جهازاً لا مثيل له، حتى في دار السلطان، وكنت كل نهاية شهر أعطيك نصف معاشي لشراء لوازم البيت من مأكولات ومشروبات، وكنتِ، بالرغم من هذا كله، تطلبين المزيد، فأعطيك دون أن أسأل، أو دون أن يردعك ضمير.الزوجة: كفى.. كفى.. أرجوك.
الزوج: ولكني لم أقل شيئاً بعد..الزوجة: لا داعي للمزيد، فالذي سمعته يكفي لإعادة رشدي.
الزوج: "ينظر إلى ساعته" والآن، هل بإمكاني أن أنام مطمئناً؟
الزوجة: "تقبّله على جبينه وهي تضحك" بالطبع يا عزيزي، فأنا أشد منك نعاساً.
الدبور البيروتية، العدد 2303، أيلول 1969**
الزوج: "يتثاءب" آه لو تعلمين يا عزيزتي كم أنا تعب، وكم أنا بحاجة إلى النوم..الزوجة: ولكنّي أريد أن أخبرك أن أمي زارتنا اليوم للاطمئنان، ولاستدانة مبلغ بسيط من المال..
الزوج: بسيط؟الزوجة: أجل.. مئة دولار..
الزوج: "ساخراً" فقط؟الزوجة: طلبت أكثر، ولكنّي لم أكن أملك سواها.
الزوج: حماك الله يا عزيزتي.. حماك الله.
الزوجة: ما بك تكاد تغفو؟! ألا تريد أن أخبرك ماذا فعلت بي الخادمة اليوم؟
الزوج: "وقد غالبه النعاس" وماذا فعلت؟الزوجة: سرقتني..
الزوج: "بانتفاض" وماذا سرقت؟الزوجة: إحزر..
الزوج: هل سرقت الراديو؟
الزوجة: لا..
الزوج: إذن.. التلفزيون.الزوجة: وأيضاً لا..
الزوج: يا لها من مجرمة، أيعقل أن تسرق الطناجر؟
الزوجة: إطمئن يا عزيزي، فالطناجر بخير..
الزوج: إذن.. فهي لم تسرق شيئاً.الزوجة: بلى.. بلى..
الزوج: وماذا سرقت؟
الزوجة: عشر حبّات كرز..
الزوج: يا للمصيبة!الزوجة: ألم تلحظ شيئاً جديداً في البيت يا عزيزي؟
الزوج: أرجوك.. أريد أن أنام.
الزوجة: ولكنّها جميلة..
الزوج: سأراها في الغد..الزوجة: وزهيدة الثمن..
الزوج: "بتأفف" وما هي؟الزوجة: المزهرية.. المزهرية.. سآتيك بها "تخرج".
الزوج: يا ناس.. أريد أن أنام.الزوجة: "تدخل وبيدها مزهرية فيها بعض الأزهار" ها هي، أنظر ما أروعها..
الزوج: وكم ثمنها؟
الزوجة: لقد سايروني كثيراً، تصوّر أن ثمنها لا ينقص عن الستين، وبفضل شطارتي تمكنت من شرائها بخمسين دولاراً فقط.
الزوج: "مهللاً" يا للفرحة.. لقد كنت أشك في أن زوجتي تحب الاقتصاد..الزوجة: .. وتحبّك.
الزوج: لم أشك في هذا مطلقاً.الزوجة: إذن، من هي تلك التي كانت في سيارتك أول أمس؟
الزوج: أول أمس؟.. سكرتيرتي.
الزوجة: سكرتيرتك على ما أعلم سمراء، والتي كانت بقربك شقراء، فما معنى هذا؟
الزوج: لقد صبغت شعرها..الزوجة: هكذا إذن.. ولكن كيف تمكنّت من إطالة جسمها؟
الزوج: لقد كانت تلبس كعباً عالياً.الزوجة: لا تحاول إقناعي، فالادلّة كثيرة ضدّك.
الزوج: ومن أين لك هذه الأدلّة؟الزوجة: من الذين شاهدوك..
الزوج: ومن شاهدني؟الزوجة: عملائي..
الزوج: "وقد أخذته الدهشة" عملاؤك؟!الزوجة: أجل.. عملائي.
الزوج: وأين شاهدوني معها؟الزوجة: قرب المكتب.
الزوج: قرب المكتب؟ يا للجرم المشهود..
الزوجة: لا تغضب يا عزيزي، فأنا أغار عليك كثيراً.
الزوج: لا بأس، ولكني أريد أن أنام، أرجوك لقد تعبت اليوم.الزوجة: "معاتبة" أنت لست شاطراً إلا بالعمل والنوم، وأما بغير ذلك فلا..
الزوج: لو لم أكدّ وأعمل، لكنت الآن في عجز مالي، ولبيع بيتي في المزاد العلني.
الزوجة: "تلطم خدها" يا إلهي، أحقّاً ما تقول؟!
الزوج: أجل يا عزيزتي، ففساطينك الكثيرة المكدسة في الصناديق والخزائن، وشعرك المستعار، وأدوات زينتك وزينة منزلك، أمثال هذه المزهرية، يعجز أكبر البنوك في العالم عن شرائها.الزوجة: ولكن أحوالنا بخير..
الزوج: هذا بفضل العمل الذي تشكين منه..الزوجة: كم أنا غبيّة..
الزوج: إسمعي يا عزيزتي، أنا كما تعلمين لا أبخل عليك بشيء، فعندما تزوجتك قطعت لك جهازاً لا مثيل له، حتى في دار السلطان، وكنت كل نهاية شهر أعطيك نصف معاشي لشراء لوازم البيت من مأكولات ومشروبات، وكنتِ، بالرغم من هذا كله، تطلبين المزيد، فأعطيك دون أن أسأل، أو دون أن يردعك ضمير.الزوجة: كفى.. كفى.. أرجوك.
الزوج: ولكني لم أقل شيئاً بعد..الزوجة: لا داعي للمزيد، فالذي سمعته يكفي لإعادة رشدي.
الزوج: "ينظر إلى ساعته" والآن، هل بإمكاني أن أنام مطمئناً؟
الزوجة: "تقبّله على جبينه وهي تضحك" بالطبع يا عزيزي، فأنا أشد منك نعاساً.
الدبور البيروتية، العدد 2303، أيلول 1969**
