ـ1ـ
حتّى تؤمن على مستقبلك، ومستقبل أطفالك في لبنان، انزع عنك حالاً ثيابك الجديدة، وخاصّة ربطة عنقك، وارتد ثياباً رثّة بالية. ثمّ اتخذ لك شارعاً غاصّاً بالمارة، فتمتليء يدك الممدودة بالدراهم قبل أن تيبس، واعلم بأن هذا العمل السهل مسموح به من قبل الدولة، رغم الأضرار التي يلحقها بالسياحة، ورغم اشمئزاز معظم السيّاح من هذا المنظر الكريه، الذي يدلّ دلالة واضحة على أننا ما زلنا نعيش في عصر الجاهلية.
ـ2ـ
إذا طلبت منك زوجتك أن تختار، وهي في شهرها التاسع، بين أن تأتيك بمولود ذكر يخلّد اسمك، أم بمولود أنثى يحمل اسم غيرك، فأنصحك باختيار الثاني دون تردد، لأن البنت، في هذه الأيام الضائعة، تأكل خبزها بعرق جبينها، بينما الصبي فيأكل خبزه بعرق جبينك أنت.
ـ3ـ
حتى لا تطرد من عملك، كما طرد الله حواء وآدم من الجنة، أنصحك بأن لا تسافر إلى أستراليا، وتعمل في مصانعها الكثيرة، لأن رب العمل، في هذه البلاد المسكينة، أصبح ديكتاتورياً ، بالاذن من ريمون إده، نظراً لتلاعبه بعمّاله، وصرفهم ساعة يشاء، وهذا ما حدث معي شخصياً، ومع الكثير من اللبنانيين والأجانب.
ـ4ـ
إذا ادعيت بأنك متحدر من سلالة إحدى العائلات الغنية، فاعلم بأن أحداً ما سيبتسم بسخرية ويتمتم بهدوء: وهذا أبله آخر لا يعرف من هو والده.
ـ5ـ
حتى تكون من أرباب الفكر العظام، الذين دوّن التاريخ أسماءهم بحروف من ذهب، صرّح بأنّك ستلغي من الوجود كافة لغات العالم، السهلة منها والصعبة، بعد أن ابتكرت حروفاً جديدة، تساعد على تقارب الشعوب وتفاهمها مع بعضها البعض، واعطِ برهاناً على ذلك هاتين العبارتين: "أكل الفيل نملة" و"رقص الدبّ على الطاولة"، فتصبح الأولى:" بلع أبو الخرطوم ذبابة غير مجنّحة" والثانية: "هزّ وحشّ الثلج خصره على جذع شجرة فارغ". أما الأحرف التي ستكتب بها هذه العبارات، فاطلب من حفيدك تصويرها.
ـ6ـ
إذا قالوا إنك حيوان بهيم، فلا تزعل، أو إنسان مجنون، فلا تحزن، أو محتال نصّاب، فلا تيأس. أما إذا قالوا إنك رجل شريف ومحب للجميع، فابكِ، وابكِ، لأنك بذلك تكون قد خسرت جميع أصحابك.
الدبور البيروتية، العدد 2470، تشرين الثاني 1972**
حتّى تؤمن على مستقبلك، ومستقبل أطفالك في لبنان، انزع عنك حالاً ثيابك الجديدة، وخاصّة ربطة عنقك، وارتد ثياباً رثّة بالية. ثمّ اتخذ لك شارعاً غاصّاً بالمارة، فتمتليء يدك الممدودة بالدراهم قبل أن تيبس، واعلم بأن هذا العمل السهل مسموح به من قبل الدولة، رغم الأضرار التي يلحقها بالسياحة، ورغم اشمئزاز معظم السيّاح من هذا المنظر الكريه، الذي يدلّ دلالة واضحة على أننا ما زلنا نعيش في عصر الجاهلية.
ـ2ـ
إذا طلبت منك زوجتك أن تختار، وهي في شهرها التاسع، بين أن تأتيك بمولود ذكر يخلّد اسمك، أم بمولود أنثى يحمل اسم غيرك، فأنصحك باختيار الثاني دون تردد، لأن البنت، في هذه الأيام الضائعة، تأكل خبزها بعرق جبينها، بينما الصبي فيأكل خبزه بعرق جبينك أنت.
ـ3ـ
حتى لا تطرد من عملك، كما طرد الله حواء وآدم من الجنة، أنصحك بأن لا تسافر إلى أستراليا، وتعمل في مصانعها الكثيرة، لأن رب العمل، في هذه البلاد المسكينة، أصبح ديكتاتورياً ، بالاذن من ريمون إده، نظراً لتلاعبه بعمّاله، وصرفهم ساعة يشاء، وهذا ما حدث معي شخصياً، ومع الكثير من اللبنانيين والأجانب.
ـ4ـ
إذا ادعيت بأنك متحدر من سلالة إحدى العائلات الغنية، فاعلم بأن أحداً ما سيبتسم بسخرية ويتمتم بهدوء: وهذا أبله آخر لا يعرف من هو والده.
ـ5ـ
حتى تكون من أرباب الفكر العظام، الذين دوّن التاريخ أسماءهم بحروف من ذهب، صرّح بأنّك ستلغي من الوجود كافة لغات العالم، السهلة منها والصعبة، بعد أن ابتكرت حروفاً جديدة، تساعد على تقارب الشعوب وتفاهمها مع بعضها البعض، واعطِ برهاناً على ذلك هاتين العبارتين: "أكل الفيل نملة" و"رقص الدبّ على الطاولة"، فتصبح الأولى:" بلع أبو الخرطوم ذبابة غير مجنّحة" والثانية: "هزّ وحشّ الثلج خصره على جذع شجرة فارغ". أما الأحرف التي ستكتب بها هذه العبارات، فاطلب من حفيدك تصويرها.
ـ6ـ
إذا قالوا إنك حيوان بهيم، فلا تزعل، أو إنسان مجنون، فلا تحزن، أو محتال نصّاب، فلا تيأس. أما إذا قالوا إنك رجل شريف ومحب للجميع، فابكِ، وابكِ، لأنك بذلك تكون قد خسرت جميع أصحابك.
الدبور البيروتية، العدد 2470، تشرين الثاني 1972**